]يُحكى أنه في قديم الزمان كان يعيش ملك أتاه الله ملكاً عظيماً، ووهبه مالاً وفيراً، وكان يعيش سعيداً مع ابنته الصغيرة ورعيته الذين يحبهم ويحبونه، ولكنه لم يقنع بالمال الوفير، ولم يكتف بالسلطان الذي وهبه الله له، كان يشعر أنه فقير وأن الله لم يمنحه من المال كما منح غيره من الملوك، وتمنى الملك أن يتحول كل شيء تلمسه يداه إلى ذهب، وظن أن في ذلك سعادته وغناه، وذات يوم استيقظ الملك من نومه ووضع يده على سريره، فتحول إلى كتلة من الذهب الخالص، ففرح الملك فرحا شديداً وهبط من غرفته ليتناول إفطاره، ولما وضع يده في الطبق، تحول الطعام إلى ذهب، فلم يهتم الملك وهبط إلى حديقة قصره، وأراد أن يشم إحدى الأزهار التي أعجبه شكلها وما أن مسّ الملك الزهرة حتى تحولت إلى ذهب وفقدت رائحتها الجميلة، وعندما شعر الملك بالعطش وضع يده في بحيرة القصر فإذا بها تصبح قطعة كبيرة من الذهب اللامع. وبينما هو كذلك إذ جاءت ابنته الصغيرة واستقبلها الملك مسروراً وعندما أراد أن يُقبّلها فوجئ بأنها تحولت إلى تمثال ذهبي لا حياه فيه، وعندئذ أخذ الملك يصرخ بشدة..خذوا كل أملاكي وردوا إلىّ ابنتي.....خذوا كل أملاكي وأعطوني طعاماً آكله، خذوا كل أملاكي وأعطوني شربة ماء.
وأفاق الملك فجأة على منظر غريب..فقد وجد نفسه نائماً على سريره وحوله حاشيته وابنته وقد بدا عليهم الذعر الشديد..وقال أحد أفراد الحاشية: لقد كان كابوساً شديداً يا مولاي..وهنا أدرك الملك أنه كان يحلم.. وندم على طمعه ندماً شديداً وظل يستغفر الله ويطلب منه أن يعفو عنه ويرحمه، وحمد الله على ما أعطاه من النِّعم..نعم هي ليست من الذهب، ولكنها أثمن بكثير.
وعاش الملك سعيداً.راضياً بما قسم الله له مع ابنته ورعيته، ولم يعد يطمع في المال بعد أن علم أن في الحياة أشياء كثيرة أهم من المال.
منقول